صدر حديثاً وبرعاية «المركز الأكاديمي للأبحاث» کتاب (طهارة الإنسان في الإسلام؛ من التفسير المتشدّد إلى العقل المنفتح) ، لسماحة المرجع الديني السيد كمال الحيدري (دام ظله) في 669 صفحة من القطع الوزيري.
يُقدِّم هذا الكتاب دراسةً شاملةً لمفهوم الطهارة في الإسلام، مسلطًا الضوء على التحولات الفكرية بين التفسير المتشدد والتفسير العقلاني المنفتح. يتناول المؤلف، المعروف بقدرته الابتكارية والتجديدية في الأبحاث الفقهية، جذور مفهوم الطهارة من القرآن والسنة النبوية وأحاديث آل البيت، ثم يستعرض تطوره عبر العصور المختلفة وتأثير الثقافات المتنوعة على فهمه.
يُقدم الكتاب تحليلا مقارنا بين آراء الفقهاء الكلاسيكيين والمعاصرين مع التركيز على كيفية تأثير التفسيرات المتشددة على المجتمعات الإسلامية. ويستعرض الكتاب محاولات العلماء والمفكرين المسلمين في العصر الحديث لإعادة تفسير مفهوم الطهارة بطرق تتماشى مع العلم الحديث ومتطلبات الحياة اليومية. ويناقش كيف يمكن للتفسيرات المتشددة أن تخلق فجوة بين التعاليم الدينية والتطورات الاجتماعية والعلمية. كما يظهر الكتاب كيف يمكن للفهم المتجدد للطهارة أن يعزز من تماسك المجتمعات الإسلامية ويشجع على الحوار بين
الثقافات المختلفة.
فالكتاب يحمل نزعة إنسانية شاخصة تحاول أن تعيد وضع النصوص الدينية والفقهية في مجالها السامي بعيداً عن التفسيرات المتقوقعة حول الذات، فتتمركز هموم الكتاب حول الآخر المختلف دينيا لكن المتفق إنسانيًا . كل هذا يجعل من الكتاب مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين بالدراسات المعنية بالحوار الإنساني والإسلامي على حد سواء.